منتدى الحميم الثقافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الخيرةُ فيما أختاره الله

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الخيرةُ فيما أختاره الله Empty الخيرةُ فيما أختاره الله

مُساهمة  الفراشـة الجمعة فبراير 19, 2010 8:36 am

ما أحوجنا إلى التصالح مع أنفسنا والرضى بما قسمه الله لنا!
فليس الإنسان وحده الذي يخطُّ سعادته أو تعاسته لنفسه !!
قد يكون الإنسان قادرًا على إختيار طريقه .. طريق الخير أوطريق الشر ولكنه غير مسؤول عن المرض أو الموت
وبما أنّ المرض والموت هما أصعب الإبتلائات التي تحلّ بالإنسان ! وهما من مشيئة الخالق وحده!
إلاّ أن هنالك نعمة تخصُ الإنسان المسلم وحده ألا وهي نعمة ( الإيمان بالقدر ) " خيره وشره " فالإيمان يبعثُ في نفس المؤمن الصبرَ والأمل وكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " عجبـًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير , إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له ". فهو في كل الأحوال موعود بالخير فكيف ييأس؟!!!
لكن في بعضِ الأحيان يحتاجُ المسلمُ أن يستشعرَ بنعم الله عليه وذلك من خلال رؤية هموم ومشاكل غيره كي تهون الدنيا في ناظريّه ! ليس من باب الشماتة لا سمح الله , لكن من باب العبرة.. !
فهذا أيوب عليه السلام .. رزقه الله تعالى مالاً كثيرًا وأولادًا ثم ابتلاه الله في جسدهِ وفي ماله وفي أولاده ! تلفت أمواله الكثيرة وسلّط الله على أولاده البلاء فماتوا وسلّط الله البلاء على جسده ثمانية عشر عامًا حتى جافاه القريب والبعيد ... فقال رجلان من ناحيته أحدهما قال للآخر إن ايوب أذنب ذنباً ما أذنبه أحد لذلك لم يرفع الله عنه هذا اليلاء، فأُخبر أيوب بذلك فقال الله إخبارًا عن أيوب عليه السلام :-{أَنّي مسَّني الضرُّ وأَنتَ أَرحمُ الرَّاحمين}، ما قال كلمة تسخط الله تعالى، صبر سلّم لله تسليماً لم يتسخط بقلبه على ربه ما اعترض على الله ما قال لِمَ ابتلاني الله تعالى بهذه البلايا في مالي في جسدي في أهلي لِمَ أُبتلى ماذا فعلت ، ما قال !! بل كان يحمد الله تعالى وذات يوم خرج لقضاء الحاجة وكان له امرأة بقيت معه تخدمه صبرت معه ما جفته ولا ابتعدت عنه طيلة هذه المدة وكانت تأخذه في العادة بعدما كان يقضي حاجته إلى البيت فأبطأ عليها....!!!.

ذلك أن أوحى الله إليه أن اضرب برجلك الأرض فركل الأرض برجله فنبع له ماءٌ فأوحى الله إليه هذا مغتسل بارد وشراب أي إغتسل منه واشرب منه فاغتسلَ وشربَ منه فعاد كما كان ثم أقبل يمشي فلقيته امرأته فلم تعرفه قالت: هل رأيت نبي الله أيوب هذا المبتلى وقد كان أشبه الناس بك حين كان صحيحـًا، فقال: أنا هو.

ثم أمطر الله تبارك وتعالى له سحابتين سحابة أفرغت ذهباً فصار عنده بيدر ذهب وسحابة أفرغت له فضة فصار عنده بيدر فضة ورزقه الله تعالى بعد ذلك من الأولاد مثل أولاده وزيادة مثل عددهم
فسبحان الله !! (وبشرّ الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون) .
وكم أحتاجُ أنا ويحتاجُ الكثير من الناس إلى الصبر وإستشعار نعم الله علينا التي لو عددناها لم إستطعنا حصيانها لكثرتها .......!!
لكن في وقتنا الحاضر تعاني شريحةٌ كبيرة من مجتمعنا المسلم من ضيق الصدر وفقدان السيطرة على الذات والتجهم واليأس لأتفه الأسباب !!!!!!!
فتكبرُ الصغائر في أعينهم وتسوَد أيامهم إن فشلوا في أمر ما , والعجلة تسيطر عليهم في كافة أمور حياتهم لدرجة أنهم يتمنّوا أن يقولوا للشيء كن فيكون!!
أما الصبر فغير موجود في قاموس حياتهم ... لكن المصيبة تكبر عندما يتسللُ القنوط إلى الأنفسِ لذلك تراهم يصابون بالعقد والأمراض النفسية الكثيرة وبعضهم تصلُ به الأمور إلى الإنتحار فيخسرون الدنيا والآخرة !
إذن القنوط والإيمان ضِدان متناقدان لا يحملهما المسلم .... ومن يتخذ من الإنتحار وسيلة للهروب من واقعه فهو أبعد ما يكون عن الله
فكيف سيتطرق اليأس إلى نفس المؤمن وهو يقرأ قول الله تعالى : ( ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)؟
لذلك علينا جميعـًا أن نوطد علاقتنا بالله سبحانه وتعالى كي نستطيع أن نرسم ملامح الرضا على مُحيّانا ونمرر أيامنا بطمأنينة!
فكلّ يوم يمر يسرقُ منّا سويعاتنا المحدودة...!! لذلك لنُمضي أيامنا لن أبالغ وأقول بسعادة ! لكن على الأقل بقناعة !


!اللهم إنا نسألك الصبر على البلاء في الدنيا. اللهم ارزقنا قلوباً خاشعة وأعيناً دامعة وألسناً ذاكرة وأجساداً على البلاء صابرة.


و كما قال تعالى: '' ما أَصابَ من مصيبةٍ في الأرْض ولا في أَنفسكمْ إِلاّ في كتابٍ مِّن قبل أَن نبرأها إنَّ ذلكَ علَى اللَّهِ يسِير * لكيلا تأسوا على ما فاتَكم ولا تفرحوا بما آتَاكم واللَّه لا يحبُّ كلَّ مختَالٍ فخور''.
وقال أيضـًا '' وَإِن يمسسكَ اللّهُ بِضر فلا كَاشفَ لَهُ إِلاَّ هوَ وإِن يردكَ بخيرٍ فلا رادَّ لفضلهِ يصيبُ بِهِ من يشاء من عبادهِ وهو الغفور الرَّحيم''.
بقلم : الفراشـة
أحـب الصالحيـن ولسـت منهـم

لعلـي أن أنـال بـهـم شفـاعـة

وأكـره مَـن تجارتـه المعاصـي

ولـو كنـا سـواء فـي البضاعـة

الفراشـة
الاعضاء

عدد المساهمات : 7
تاريخ التسجيل : 14/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الخيرةُ فيما أختاره الله Empty الخيرة فيما اختاره الله

مُساهمة  محمد السبت فبراير 20, 2010 6:58 pm

بارك الله بالأخت الكريمة . يقول الله عز وجل ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )) (( وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ ))(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا)) ((وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاة ))ويقول صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله عبدا ابتلاه ليسمع تضرعه‏ ) ويقول (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وما له حتى يلقى الله وما عليه خطيئة‏ ) ويقول (أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة‏ ) ويقول ( ‏ أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل‏ ).. اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين آمين ... محمد .

محمد
الاعضاء

عدد المساهمات : 8
تاريخ التسجيل : 16/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الخيرةُ فيما أختاره الله Empty أخي الكريم محمد....

مُساهمة  الفراشـة السبت فبراير 20, 2010 10:56 pm

أسعدني مرورك أخي العزيز محمد وترك بصمتك على كتابتي ... أعتزُ بك وبأخوتّك .. ما أحوجنا إلى الصبر ! ولنا برسولِ الله أسوة حسنة ! وأشترك معك بالدعاء : اللهم إجعلنا من عبادك الصابرين !

الفراشـة
الاعضاء

عدد المساهمات : 7
تاريخ التسجيل : 14/02/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى