النساء ناقصات عقل ودين..

تحليل غير دقيق !!العقل مناط التكليف , فلو كانت المرأة ناقصة عقل بهذا المعنى لما كلفها رب العالمين كما كلف الرجل , ولكانت حجة للنساء يوم القيامة أنهم خلقن ناقصات عقل , فاذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب .. فالمرأة انسان كما الرجل سواء بسواء , وتتمتع بجيع خصائص الانسانية من حيث العقل ومن حيث الغرائز والحاجات العضوية , فلا يعقل أن تتصف المرأة بنقص العقل لكونها تملك العاطفة والمشاعر , ولا تناقض بين الأمرين ,, والمشاعر هي نتاج العقل , مثلا الشعور بالخوف من شيء ما , هو نتيجة مفهوم معين عند الشخص الذي يخاف , فاذا تغير مفهومه عن ذلك الشيء تتغير مشاعره تجاهه تبعا لمفهومه وهكذا , فالشعور بالخوف أوالطمأنينة , والشعور بالمحبة أو الكره , والشعور بالرضا أو السخط , والشعور بالحنان أو القسوة كل ذلك ناتج عن المفاهيم التي يحملها الانسان , فالمشاعر إذن هي نتيجة وجود العقل والمفاهيم عند الانسان , والعقل والمشاعر أمرين متلازمين لا ينفك أحدهما عن الآخر , وبالتالي لا يقال أن المرأة ناقصة عقل بحجة عاطفتها , لأن العقل هو أصل المشاعر , واذا ذهب العقل ذهبت المشاعر .. وأما الحديث الذي ورد بوصف النساء بأنهن ناقصات عقل ودين فيجب التسليم به دون مناقشة , لأنه لم يرد معلل ولم ترد له علة شرعية , وبالتالي لا يجوز لنا أن نوجد له علل عقلية أو حِكًم من عند أنفسنا ما أنزل الله بها من سلطان , بل يجب أن نقف عند حد النص الشرعي ولا نتجاوزه .. ولو تتبعنا النصوص الشرعية الأخرى لوجدنا أن الله سبحانه وتعالى لم يفرق فيها بالدعوة الى الإيمان بين الرجل والمرأة , ولم يفرق بالدعوة الى الالتزام باوامر الله ونواهيه بينهما , بل أوجب على كلاهما الإيمان والعمل الصالح والالتزام بكل ما أنزل على رسوله الكريم , ورتب على المخالف منهما عقابا يوم القيامة , وبين أيضا مقياس التفاضل بينهما , ألا وهو تقوى الله وليس الذكورة أو الأنوثة , حيث قال (( يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا , إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) . فالأفضلية تكون بحسب تقوى الله , لا بالذكورة ولا بالأنوثة .. والله أعلى وأعلم .. محمد .