قراءة في قصيدة (أبغي الوصال..!) للشاعر : محمد الزينو السلوم ـ بقلم : محمود مرعي
صفحة 1 من اصل 1
قراءة في قصيدة (أبغي الوصال..!) للشاعر : محمد الزينو السلوم ـ بقلم : محمود مرعي
أبغي الوصال ـ شعر ـ محمد الزينو السلوم
------
قطّفت من ورد المحبة باقةً
وحملتها في الروح ، رمتُ حماكَ
أسريتُ روحاً كي أزور أحبتي
لا تسألوا يا صحب : من أسراك
إني المتيم في الهوى أبغي الــ
ــوصال فكيف لي ألقاك ؟
يا ربّ ما أرجوه عفواً ليس لي
إن رمت عفواً في الحياة سواك
عبدٌ أنا ، والشوق يكوي مهجتي
والبعد يُشعلني ، فكيف أراك؟
أشعلتني بالوجد ، جدّدْ فرحتي
ووصلتني حيث الوصال قضاك
قلبي تعلّق في هواك تطهّراً
ماذا ؟ وقد أغنى المحب هواك
كل الذي أرجوه حباً خالصاً
عفواً إلهي متعتي برضاك
لما وقفتُ أمام بابك أبصرتْ
عيني النعيم ولم أجد إلاك
تحنو عليّ بعفو قلبٍ واسعٍ
فأنا المضيّع في الهوى لولاك
كالأم توسعني حناناً خالصاً
حمــلَ المحبة ، فارتقت برجاك
أنت الغنيّ ، غناك أغنى الحب بي
أنت المنى ، والحب قد أغناك
لما قصدتك زاد قلبي بهجةً
أحسسته طيراً يجوب سماك
فرسمت بالألوان قصة رحلتي
وبكل خطوٍ رمتُ أن أحياك
في الكعبة المكاء صغت قصيدتي
عصماء ، والقلب المحب بكاك
رباه جئتك تائباً فاغفر
ذنوبي ..قد قصدت حماك
كان الطواف وكان نشوة راحتي
لبّيك ..فاز اليوم من لبّاك
صلّيت فارتاحت بقربك مهجتي
وسعيت ..عبداً كالذليل أتاك
إن كنت أطمع بالمزيد فغايتي
عفواً ، لأني طامعٌ لرضاك
أما رسول الله معْ صحبٍ له
قد زرتهم ..سبحان من أسراك
أنت الشفيع وليس غيرك رحمةً
للعالمين ، فكيف لي أنساك ؟
إني اعتمرت محبة وتعبّداً
وتطهراً ..كان الغنى بلقاك
يا ربّ غفراناً وعفواً إنني
عبد فقيرٌ ليس لي إلاك
سأظل في قلبي وروحي عاشقاً
أحياك في سر الهوى أحياك .
مكة
3/9/2003
بداية أحييك أخي على هذه الأنفاس الطيبة الطاهرة الزكية ، وأقول بلغك الله مناك وما ترجوه ، وأنالك الوصول والقرب وأذاقك لذة الوصال . رحلتك ومعراجك الى ساحات قدس الله ومحبته ، كلنا يرجوها ويصبو اليها ، وأما وقد تحققت لك ، فادع الله لنا أن نصل كما وصلت ، ووصيتي لك ، عرفت فالزم .
نأتي الان الى القصيدة حاملين مبضع التشريح ، فلا بد منه ، حتى تستقيم شجرتك المباركة هذه ، ويطيب أكلها كل حين .
قولك في المطلع :
قطّفت من ورد المحبة باقةً ** وحملتها في الروح ، رمتُ حماكَ
أرى فيه قسوة على الورد ، كونك تقول ( قَطَّفْتُ) وهذا الفعل يوحي بالشدة ، بينما الورد يحتاج الرفق واللين ( قَطَفْتُ) ، ولو قلت ( وَقَطَقْتُ) أو ( أَحْضَرْتُ) ، لكان المعنى متناسبا متناسقا مع بداية الرحلة .
إني المتيم في الهوى أبغي الوصال فكيف لي ألقاك ؟
البيت هنا فيه خلل وقد نقص تفعيلة
اني المتيْـ /يَم في الهوى/ أبغي الوصا/ (م) لَ فكيف لي/ ألقاكَ/
مُتْفاعِلُنْ / مُتَفاعِلُنْ / مُتْفاعِلُنْ / *** مُتَفاعِلُنْ / مُتْفاعِلْ /
لاحظ أن العجز نقصت منه تفعيلة .
عبدٌ أنا ، والشوق يكوي مهجتي ** والبعد يُشعلني ، فكيف أراك؟
قولك : ( فكيف أراك؟) ان كان السؤال هنا بمنعى لا يمكنني ان اراك ، فهو جميل ، أما ان كان بمعنى كيف يمكنني ان اراك ففيه تجاوز لمعلوم ، والرؤية غير متحققة في الحياة الدنيا ، وقبلك طلب الكليم موسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك ومنع منه ، قال تعالى : {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } الأعراف143.
في الكعبة المكاء صغت قصيدتي ** عصماء ، والقلب المحب بكاك
قولك ( المكاء) لا يستقيم معناه مع ما أردته ، فقصدك (الكعبة المكية) ، أما المكاء بتشديد الكاف فهو المصفر من التصفير ، والمكاء بضم الميم الصفير ، قال تعالى : {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }الأنفال35 ، وجاء في تفسير الاية : (وما كان صلاتُهم عند البيت إلا مكاءً) صفيراً (وتصديةً) تصفيقاً ، أي جعلوا ذلك موضع صلاتهم التي أمروا بها (فذوقوا العذاب) ببدر (بما كنتم تكفرون). ثم لو قلت ( والقلب الشجي ناداك) فقولك ( بكاك) لا تستقيم معنى ، لان معناها بكى عليك وليس بكى لك ، أي بمعنى الشوق اليك .
رباه جئتك تائباً فاغفر ** ذنوبي ..قد قصدت حماك
هذا البيت فيه خلل في الوزن
رباه جئْـ/ تك تائباً / فاغفر ذنو/ بي ..قد قصدْ/ تُ حماك
مُتْفاعِلُنْ / مُتَفاعِلُنْ / مُتْفاعِلُنْ * مُتْفاعِلُنْ / مُتَفاعِلْ
العجز نقصت منه تفعيلة .
كان الطواف وكان نشوة راحتي ** لبّيك ..فاز اليوم من لبّاك
قولك (كان الطواف وكان نشوة راحتي) ، النشوة للروح فهي التي تشعر والجسد كذلك ، بينما الراحة فهي هنا أشبه بالنشوة من جهة ان الجسد يشعر بها والروح ، ولاتنتشي الراحة . ولو قلت (كان الطواف وزاد روحي نشوة) ، أو ما شابه من معنى ، لكان أوفق .
إن كنت أطمع بالمزيد فغايتي ** عفواً ، لأني طامعٌ لرضاك
الصواب هنا أن تقول ( طامع برضاك) وليس ( لرضاكَ). فالانسان يطمع بِكذا ، ويطمح لِكذا.
أنت الشفيع وليس غيرك رحمةً
للعالمين ، فكيف لي أنساك ؟
الصواب هنا ( رَحْمَةٌ ) بالرفع وليس بالنصب لانها اسم ليس.
بقي أمر ألف الاطلاق ، وهي واجبة في قصيدتك ، فاللغة العربية لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك ، ونلاحظ ان القافية عندك كلها متحركة بالفتحة ، ولا يجوز الوقف على الحركة ، بل يجب اشباع حركة الكاف ومدها لنقف على الف ساكنة هي الف الاطلاق ، والإطلاق وصْل، وعليه يمكن اعتبار ألف الإطلاق كلَّ ألفٍ سبقها فتحٌ سواء كان تنوينا أو غيره، بل وحتى الألف الأصلية تعتبر ألف إطلاق إذا كان الحرف الذي يسبقها رويا ؛ وإن ألف الإطلاق ( أو الصلة أو الوصل أو الخروج والترنّم) تكون في آخر القوافي المفتوحة الروي، نحو قول الأعشى :
نبيٌّ يَرَى ما لاتَرَوْنَ وذِكْرُه ** لَعَمْرِيَ غارَ في البلادِ وأنْجَدا
وتسمى في القرآن الكريم ألف الفاصلة، كقوله تعالى:{ وتظنون بالله الظُّنُونا } [الأحزاب 10].
ختاما : كأني بك وأنت تنظم قصيدتك ، كان شهاب الدين محمد الأبشيهي ، حاضرا امامك في كافيته في مدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث يقول:
يـا سَيِّدَ السَّاداتِ جِئْتُكَ قاصِدًا ** أَرْجو رِضاكَ وَأَحْتَمي بِحِماكَا
وَاللهِ يا خَيْرَ الْخَلائِقِ إِنَّ لِي ** قَلْبًا مَشوقًا لا يَرومُ سِواكَا
وَوَحَقِّ جاهِكَ إِنَّنِي بِكَ مُغْرَمٌ ** وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّنِي أَهْواكَا
أَنْتَ الَّذي لَوْلاكَ مـا خُلِقَ امْرُؤٌ ** كَلاَّ وَلا خُلِقَ الْوَرى لَوْلاكَا
أَنْتَ الَّذي مِنْ نورِكَ الْبَدْرُ اكْتَسى ** وَالشَّمْسُ مُشْرِقَةٌ بِنورِ بَهاكَا
وردت الأبيات في كتابه " المستطرف في كل فن مستظرف ". والشعر في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم . يقول الله تعالى : [ وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدونِ ] الذاريات / 56 . وعليه فالبيت الرابع { أَنْتَ الَّذي لَوْلاكَ ما خُلِقَ امْرُؤٌ } فيه مغالاة شديدة .
لاحظ ان الابشيهي أثبت ألف الاطلاق في كافيته ، بينما أنت لم تثبتها ، وحقها الاثبات.
رابط القصيدة
http://alfakhora.net/vb/showthread.php?t=5717
------
قطّفت من ورد المحبة باقةً
وحملتها في الروح ، رمتُ حماكَ
أسريتُ روحاً كي أزور أحبتي
لا تسألوا يا صحب : من أسراك
إني المتيم في الهوى أبغي الــ
ــوصال فكيف لي ألقاك ؟
يا ربّ ما أرجوه عفواً ليس لي
إن رمت عفواً في الحياة سواك
عبدٌ أنا ، والشوق يكوي مهجتي
والبعد يُشعلني ، فكيف أراك؟
أشعلتني بالوجد ، جدّدْ فرحتي
ووصلتني حيث الوصال قضاك
قلبي تعلّق في هواك تطهّراً
ماذا ؟ وقد أغنى المحب هواك
كل الذي أرجوه حباً خالصاً
عفواً إلهي متعتي برضاك
لما وقفتُ أمام بابك أبصرتْ
عيني النعيم ولم أجد إلاك
تحنو عليّ بعفو قلبٍ واسعٍ
فأنا المضيّع في الهوى لولاك
كالأم توسعني حناناً خالصاً
حمــلَ المحبة ، فارتقت برجاك
أنت الغنيّ ، غناك أغنى الحب بي
أنت المنى ، والحب قد أغناك
لما قصدتك زاد قلبي بهجةً
أحسسته طيراً يجوب سماك
فرسمت بالألوان قصة رحلتي
وبكل خطوٍ رمتُ أن أحياك
في الكعبة المكاء صغت قصيدتي
عصماء ، والقلب المحب بكاك
رباه جئتك تائباً فاغفر
ذنوبي ..قد قصدت حماك
كان الطواف وكان نشوة راحتي
لبّيك ..فاز اليوم من لبّاك
صلّيت فارتاحت بقربك مهجتي
وسعيت ..عبداً كالذليل أتاك
إن كنت أطمع بالمزيد فغايتي
عفواً ، لأني طامعٌ لرضاك
أما رسول الله معْ صحبٍ له
قد زرتهم ..سبحان من أسراك
أنت الشفيع وليس غيرك رحمةً
للعالمين ، فكيف لي أنساك ؟
إني اعتمرت محبة وتعبّداً
وتطهراً ..كان الغنى بلقاك
يا ربّ غفراناً وعفواً إنني
عبد فقيرٌ ليس لي إلاك
سأظل في قلبي وروحي عاشقاً
أحياك في سر الهوى أحياك .
مكة
3/9/2003
القراءة
بداية أحييك أخي على هذه الأنفاس الطيبة الطاهرة الزكية ، وأقول بلغك الله مناك وما ترجوه ، وأنالك الوصول والقرب وأذاقك لذة الوصال . رحلتك ومعراجك الى ساحات قدس الله ومحبته ، كلنا يرجوها ويصبو اليها ، وأما وقد تحققت لك ، فادع الله لنا أن نصل كما وصلت ، ووصيتي لك ، عرفت فالزم .
نأتي الان الى القصيدة حاملين مبضع التشريح ، فلا بد منه ، حتى تستقيم شجرتك المباركة هذه ، ويطيب أكلها كل حين .
قولك في المطلع :
قطّفت من ورد المحبة باقةً ** وحملتها في الروح ، رمتُ حماكَ
أرى فيه قسوة على الورد ، كونك تقول ( قَطَّفْتُ) وهذا الفعل يوحي بالشدة ، بينما الورد يحتاج الرفق واللين ( قَطَفْتُ) ، ولو قلت ( وَقَطَقْتُ) أو ( أَحْضَرْتُ) ، لكان المعنى متناسبا متناسقا مع بداية الرحلة .
إني المتيم في الهوى أبغي الوصال فكيف لي ألقاك ؟
البيت هنا فيه خلل وقد نقص تفعيلة
اني المتيْـ /يَم في الهوى/ أبغي الوصا/ (م) لَ فكيف لي/ ألقاكَ/
مُتْفاعِلُنْ / مُتَفاعِلُنْ / مُتْفاعِلُنْ / *** مُتَفاعِلُنْ / مُتْفاعِلْ /
لاحظ أن العجز نقصت منه تفعيلة .
عبدٌ أنا ، والشوق يكوي مهجتي ** والبعد يُشعلني ، فكيف أراك؟
قولك : ( فكيف أراك؟) ان كان السؤال هنا بمنعى لا يمكنني ان اراك ، فهو جميل ، أما ان كان بمعنى كيف يمكنني ان اراك ففيه تجاوز لمعلوم ، والرؤية غير متحققة في الحياة الدنيا ، وقبلك طلب الكليم موسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك ومنع منه ، قال تعالى : {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } الأعراف143.
في الكعبة المكاء صغت قصيدتي ** عصماء ، والقلب المحب بكاك
قولك ( المكاء) لا يستقيم معناه مع ما أردته ، فقصدك (الكعبة المكية) ، أما المكاء بتشديد الكاف فهو المصفر من التصفير ، والمكاء بضم الميم الصفير ، قال تعالى : {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }الأنفال35 ، وجاء في تفسير الاية : (وما كان صلاتُهم عند البيت إلا مكاءً) صفيراً (وتصديةً) تصفيقاً ، أي جعلوا ذلك موضع صلاتهم التي أمروا بها (فذوقوا العذاب) ببدر (بما كنتم تكفرون). ثم لو قلت ( والقلب الشجي ناداك) فقولك ( بكاك) لا تستقيم معنى ، لان معناها بكى عليك وليس بكى لك ، أي بمعنى الشوق اليك .
رباه جئتك تائباً فاغفر ** ذنوبي ..قد قصدت حماك
هذا البيت فيه خلل في الوزن
رباه جئْـ/ تك تائباً / فاغفر ذنو/ بي ..قد قصدْ/ تُ حماك
مُتْفاعِلُنْ / مُتَفاعِلُنْ / مُتْفاعِلُنْ * مُتْفاعِلُنْ / مُتَفاعِلْ
العجز نقصت منه تفعيلة .
كان الطواف وكان نشوة راحتي ** لبّيك ..فاز اليوم من لبّاك
قولك (كان الطواف وكان نشوة راحتي) ، النشوة للروح فهي التي تشعر والجسد كذلك ، بينما الراحة فهي هنا أشبه بالنشوة من جهة ان الجسد يشعر بها والروح ، ولاتنتشي الراحة . ولو قلت (كان الطواف وزاد روحي نشوة) ، أو ما شابه من معنى ، لكان أوفق .
إن كنت أطمع بالمزيد فغايتي ** عفواً ، لأني طامعٌ لرضاك
الصواب هنا أن تقول ( طامع برضاك) وليس ( لرضاكَ). فالانسان يطمع بِكذا ، ويطمح لِكذا.
أنت الشفيع وليس غيرك رحمةً
للعالمين ، فكيف لي أنساك ؟
الصواب هنا ( رَحْمَةٌ ) بالرفع وليس بالنصب لانها اسم ليس.
بقي أمر ألف الاطلاق ، وهي واجبة في قصيدتك ، فاللغة العربية لا تبدأ بساكن ولا تقف على متحرك ، ونلاحظ ان القافية عندك كلها متحركة بالفتحة ، ولا يجوز الوقف على الحركة ، بل يجب اشباع حركة الكاف ومدها لنقف على الف ساكنة هي الف الاطلاق ، والإطلاق وصْل، وعليه يمكن اعتبار ألف الإطلاق كلَّ ألفٍ سبقها فتحٌ سواء كان تنوينا أو غيره، بل وحتى الألف الأصلية تعتبر ألف إطلاق إذا كان الحرف الذي يسبقها رويا ؛ وإن ألف الإطلاق ( أو الصلة أو الوصل أو الخروج والترنّم) تكون في آخر القوافي المفتوحة الروي، نحو قول الأعشى :
نبيٌّ يَرَى ما لاتَرَوْنَ وذِكْرُه ** لَعَمْرِيَ غارَ في البلادِ وأنْجَدا
وتسمى في القرآن الكريم ألف الفاصلة، كقوله تعالى:{ وتظنون بالله الظُّنُونا } [الأحزاب 10].
ختاما : كأني بك وأنت تنظم قصيدتك ، كان شهاب الدين محمد الأبشيهي ، حاضرا امامك في كافيته في مدح الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث يقول:
يـا سَيِّدَ السَّاداتِ جِئْتُكَ قاصِدًا ** أَرْجو رِضاكَ وَأَحْتَمي بِحِماكَا
وَاللهِ يا خَيْرَ الْخَلائِقِ إِنَّ لِي ** قَلْبًا مَشوقًا لا يَرومُ سِواكَا
وَوَحَقِّ جاهِكَ إِنَّنِي بِكَ مُغْرَمٌ ** وَاللهُ يَعْلَمُ أَنَّنِي أَهْواكَا
أَنْتَ الَّذي لَوْلاكَ مـا خُلِقَ امْرُؤٌ ** كَلاَّ وَلا خُلِقَ الْوَرى لَوْلاكَا
أَنْتَ الَّذي مِنْ نورِكَ الْبَدْرُ اكْتَسى ** وَالشَّمْسُ مُشْرِقَةٌ بِنورِ بَهاكَا
وردت الأبيات في كتابه " المستطرف في كل فن مستظرف ". والشعر في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم . يقول الله تعالى : [ وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدونِ ] الذاريات / 56 . وعليه فالبيت الرابع { أَنْتَ الَّذي لَوْلاكَ ما خُلِقَ امْرُؤٌ } فيه مغالاة شديدة .
لاحظ ان الابشيهي أثبت ألف الاطلاق في كافيته ، بينما أنت لم تثبتها ، وحقها الاثبات.
رابط القصيدة
http://alfakhora.net/vb/showthread.php?t=5717
محمود مرعي- Admin
- عدد المساهمات : 27
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
مواضيع مماثلة
» قراءة في قصيدة : الأطلال ـ شعر : مصطفى ملح ـ بقلم : محمود مرعي
» قراءة في قصيدة ـ وينمو جناحاي ـ للشاعرة فاتن دراوشة ـ بقلم محمود مرعي
» قراءة في (مفردات فلسطينية /12 الميلاد ـ شعر : منذر فروانهة) ـ بقلم محمود مرعي
» ملاحظات على قصيدة ـ صوني بقلبك يا مناي مكاني / ناصر الحريري ـ بقلم : محمود مرعي
» ملاحظات على قصيدة (أنـتَ لـي والليـلُ يا أسمـرُ)ـ للشاعرة بلقيس / إكرام الجنابي ـ بقلم : محمود مرعي
» قراءة في قصيدة ـ وينمو جناحاي ـ للشاعرة فاتن دراوشة ـ بقلم محمود مرعي
» قراءة في (مفردات فلسطينية /12 الميلاد ـ شعر : منذر فروانهة) ـ بقلم محمود مرعي
» ملاحظات على قصيدة ـ صوني بقلبك يا مناي مكاني / ناصر الحريري ـ بقلم : محمود مرعي
» ملاحظات على قصيدة (أنـتَ لـي والليـلُ يا أسمـرُ)ـ للشاعرة بلقيس / إكرام الجنابي ـ بقلم : محمود مرعي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى